Hesperian Health Guides
عدم القدرة على إنجاب طفل (العقم)
ويكاموس الصحة > كتيب الصحة للنساء ذوات الاعاقة > الفصل الرابع: فهم جسمك > عدم القدرة على إنجاب طفل (العقم)
الإعاقة لا تسبب العقم، لكن توجد بعض النساء ذوات الإعاقة اللواتي يعانين من العقم، ولكن ليس بنسبة أعلى من حدوث العقم لدى النساء غير ذوات الإعاقة، ولا تكون الإعاقة سبباً للعقم عندما توجد امرأة تعاني من الإعاقة والعقم معاً.
محتويات
ما هو العقم؟
في العادة، تتم الإشارة إلى وجود العقم لدى الزوجين (رجل وامرأة) في حالة عدم حصول الحمل بعد ممارسة العلاقة الجنسية معاً بضع مرات في الشهر لمدة عام ودون استخدام وسائل تنظيم الأسرة. وقد يعاني الزوجان مشكلة في الخصوبة في حالة حدوث ثلاث حالات إجهاض أو أكثر.
ويمكن حدوث العقم لدى رجل أو امرأة سبق لهما الإنجاب، ويمكن أن تنشأ المشكلة خلال السنوات التي انقضت منذ ولادة آخر طفل. وفي بعض الأحيان، يرجع العقم إلى وجود مشاكل لدى كل من الرجل والمرأة معاً (وليس فقط لدى الرجل أو المرأة)، أو أحياناً أخرى يبدو كل منهما بصحة جيدة، لكن الطبيب والفحوصات الطبية وحدهما قادران على معرفة مسببات العقم.
ما هي أسباب العقم؟
العقم عند المرأة
من أهم أسباب العقم عند المرأة:
- وجود ندوب داخل القنوات أو الرحم: تعمل الندوب أو التورمات الجلدية في القنوات على منع البويضة من الانتقال داخل القنوات أو تمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة. كذلك تعمل الندوب في الرحم على منع التصاق البويضة المخصبة بجدار الرحم. وقد تصاب المرأة بالندوب دون أن تعرف ذلك بسبب عدم وجود أعراض مرضية، لكنها سوف تعرف بعد سنوات بإصابتها بالعقم عند محاولتها الإنجاب.
قد تنتج الندوب نتيجة لما يلي:
- عدم علاج الإصابة بعدوى الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي التي يمكنها الانتشار إلى الرحم أو القنوات (مثل أمراض التهاب الحوض) أو الإصابة بالسل في منطقة الحوض التي تؤدي إلى إصابة قناة فالوب أو الرحم بالندوب.
- الإجهاض غير المأمون أو مشاكل الولادة التي تتسبب في وقوع أضرار أو إصابات في الرحم.
- ظروف غير صحية داخل الرحم تترافق مع حدوث عدوى ناجمة عن وجود جهاز مانع للحمل مزروع داخل الرحم (اللولب).
- المشاكل الناتجة عن إجراء العمليات الجراحية في المهبل والرحم والقناتين أو المبيضين.
- مشاكل الإباضة: يحدث العقم عندما تكون فترة الدورة الشهرية عند المرأة أقل من 21 يوماً أو أكثر من 35 يوماً عندما لا تتمكن المرأة من إفراز البويضات، الأمر الذي قد ينتج عن نقص الهرمونات أو عدم إفراز الهرمونات في الوقت المناسب. ويحدث هذا أحياناً عندما تكبر المرأة في السن وتقترب من انقطاع الدورة الشهرية (انقطاع الطمث). ويمكن عدم إفراز البويضات عند بعض النساء في حالة فقدان أو زيادة الوزن بسرعة كبيرة، أو في حالة البدانة أو النحافة المفرطة، أو في حالة الإصابة بالمرض. ووجود الأورام (الألياف) في الرحم يمكن أن يؤدي إلى حدوث الإجهاض.
-
جود الأورام (الألياف)
أورام ليفية
ووجود الأورام (الألياف) في الرحم يمكن أن يؤدي إلى حدوث الإجهاض.
العقم عند الرجل
من الأسباب الرئيسة للعقم عند الرجل ما يلي:
- عدم إنتاج العدد الكافي من الحيوانات المنوية.
- عدم قدرة الخصيتين على إنتاج حيوانات منوية صحية. ويمكن حدوث ذلك نتيجة لارتداء الرجل الملابس الضيقة التي تضغط على الخصيتين وتبقيهما قريبتين من الجسم، أو نتيجة لعمل رجل ما في مناطق حارة قريبة من المراجل والأفران أو المحركات مثلاً، كما يمكن حدوث ذلك نتيجة لقيام الرجل بقيادة المركبات لعدة ساعات دون انقطاع أو نتيجة للجلوس المستمر طيلة اليوم أو الجلوس لوقت طويل في الحمام الساخن قبل ممارسة الجنس.
- عدم قدرة الرجل على قذف المني بسبب وجود ندوب في القنوات ناجمة عن العدوى المنقولة بالاتصال الجنسي (الأمراض المنقولة جنسياً)، أو بسبب وجود إصابات في الحبل الشوكي.
العقم عند الرجل والمرأة معاً
قد يحدث العقم عند الرجل أو المرأة على حد سواء نتيجة لما يلي:
- الإصابة بالأمراض مثل النكاف والسكري والسل والملاريا.
- تناول الكحول أو التدخين أو مضغ التبغ أو تعاطي المخدرات.
- سوء التغذية، والضغط النفسي، والإرهاق، أو التعرض لبعض المواد الكيميائية.
إنشاء عائلة عن طريق التبني
تختار بعض النساء ذوات الإعاقة تبني الأطفال لإنشاء أسرهن. وقد تلجأ المرأة للتبني بسبب وجود عقم لديها أو لدى شريكها، أو عند وجود مشكلة صحية تمنع المرأة من الولادة. أو ببساطة، قد تقرر المرأة تبني طفل لاعتقادها أن التبني هو وسيلة جيدة للأمومة وإنشاء أسرة.
كيف أصبحت أُمًّا
كثيراً ما راودني في طفولتي حلم العثور على شريك الحياة وإنشاء أسرتي، مثلي في ذلك مثل معظم الفتيات الصغيرات في الولايات المتحدة. لكن، وخلافاً لمعظم الفتيات الصغيرات، لم أكن أصدق أن ذاك الحلم سوف يصبح حقيقة، فأنا أستخدم كرسيًّا متحركًا للتنقل، ولم أعرف أي والدة استخدمت الكرسي المتحرك لأتبع خطاها كقدوة لي. كذلك، لم ألقَ تشجيعاً على التفكير باحتمال أن تكون لي عائلتي الخاصة.
لكن، عندما التقيت بزوجي لأول مرة عرفت أنه الشريك المناسب لي، خاصة أنه كان يشاركني الحلم السري ببناء عائلة من خلال التبني. كنت أعرف عن وجود العديد من الأطفال الذين فقدوا أسرهم وينتظرون إيجاد "عائلة أبدية"، وعرفت من أعماق قلبي أنه يمكننا أن نصبح تلك الأسرة للطفل المناسب.
في البداية، اعتقد والدي أنه ليس من العدل وضع "كامل عبء رعاية الطفل" على عاتق زوج، لأني باعتقادهم لست قادرة على رعاية طفل. لكن، وبالرغم من توتري، تعلمت كيفية عمل أشياء كثيرة قال بعضهم إنني لن أقدر على القيام بها، فأنا أعتني بمنزلي، ولدي وظيفتي الخاصة بي، وسبق لي أن توليت رعاية أطفال الأصدقاء في الماضي. لذلك، عرفنا أنا وزوجي أن بإمكاننا القيام بذلك.
وكان علينا الذهاب إلى عدة وكالات تبنٍّ حتى وجدنا وكالة دعمت خطتنا لتكوين عائلة. وأدركنا أنه لا يمكننا تغيير الأحكام المسبقة لدى الناس، لذلك لم نفقد الأمل، وقررنا تجربة وكالة أخرى إذا لم تقتنع سابقتها بخطتنا. وبعد أن وجدنا وكالة تبنٍّ قبلت دعمنا، قمنا بإقناعهم أن بإمكاني القيام بدور الأم أيضاً، لا التركيز على ما لا يمكنني عمله.
وأخيراً، حصلنا على طفلة اجتمعت فيها آمالنا وأحلامنا، وكانت تستخدم كرسيًّا متحركاً مثلي تماماً. وشعرنا بالقلق من رفض القاضي الذي نحتاج إلى موافقته من الناحية القانونية بسبب إعاقتي، لكنه وافق على التبني بعدما شاهد بنفسه مدى انسجامنا معاً.
أشعر بالفخر والشرف على منحي الفرصة لتوجيه ابنتي وإرشادها خلال سنوات نموها ومساعدتها على أن تكبر إنسانة جميلة وموهوبة كما هي فعلاً.
-Karen Braitmayer