Hesperian Health Guides

الرضاعة الطبيعية

في هذا الفصل:


إذا كانت الأمّ تنجب للمرّة الأولى، فقد تحتاج إلى المساعدة في الرضاعة الطبيعية. يجب أن نساعدها لتحافظ على هدوئها وتركيزها. ولكي تجلس بشكل مستقيم وترتاح، نسندها بالأغطية والوسادات. كذلك، نطلب من أفراد العائلة والزوار أن يتركوا الأمّ والطفل بمفردهما لبعض الوقت. وعلينا أن نكون مشجِّعين، فالرضاعة الطبيعية تصبح أسهل مع الوقت والممارسة.

حليب الثدي أفضل للطفل من أيّ خليط أو حليب اصطناعي بديل.


NWTND Newb Page 18-1.png


لتجنُّب التشقّقات المؤلمة في الحلمتَين، علينا أن نختار وضعية جيّدة للإرضاع. فندير جسم الطفل كلّه نحو الأمّ بحيث لا تكون رقبته ملتوية. وننتظر حتّى يفتح فمه جيّداً. ثمّ نقرّبه من الثدي. ويجب أن تكون الحلمة ومعظم البقعة الداكنة حولها (الهالة) داخلة بعمق في فم الطفل.

NWTND Newb Page 18-3.png
الحلمة داخلة بعمق
في فم الطفل
الشفة السفلى
مطوية إلى الأسفل
فم مفتوح جيّداً
الطفل مقترب من
جسم الأمّ
NWTND Newb Page 18-2.png
هكذا

وليس هكذا
.فالوضعيةالخاطئة كهذه قدتسبّب تشقّقات مؤلمةفي الحلمتَين

الحليب الأوّل، سائلٌ من ذهب

يأتي الحليب الأوّل الذي يُسمّى اللبأ (السرسوب) بكميات صغيرة، ولكنّها الكمية المناسبة للطفل حديث الولادة. فمعدته لا تستوعب سوى بعض الملاعق الصغيرة في وقت واحد. يبدو اللبأ لزجاً ولونة مصفر قليلاً. ولكن على الرغم من أنه يبدو مختلفاً، إلا أنّه الغذاء المثالي للطفل حديث الولادة. فهو يحتوي على الأجسام المضادة (هي مواد يصنعها جسم الأمّ وتحمي الطفل من الإصابة بالعدى). لا يجب أن نرمي الحليب الأوّل، فأهميته بالنسبة إلى الطفل تفوق أيّ دواء آخر. كذلك، من المهمّ إرضاعه للطفل في اليومين الأوّلين، لأنّ هذا يجلب الحليب الناضج الذي تبدأ الأمّ بإنتاجه بعد حوالى 3 أيام من الولادة. وكلّما رضع الطفل زادت كمية الحليب التي تنتجها الأمّ.


هل يحصل الطفل على ما يكفي من الحليب؟

لا يجب أن نصدّق أحدى الأمهات إذا قالت : إنّى غير قادرة على إنتاج ما يكفي من الحليب لطفلى، لا سيّما في الأيام القليلة الأولى عندما يكون الجسم قد بدأ للتو فى إنتاج الحليب.

وبسبب الضغط من الآخرين وعدم الثقة بالنفس، تعطي الأمّهات (أو الجدّات، أو العمّات، أو الخالات، أو الممرّضات اللواتي يحاولن المساعدة) الحليب الاصطناعي البديل، أو العصيدة، أو نوعاً آخر من الطعام للطفل حديث الولادة أو الطفل الصغير. ولكنّ هذه الأطعمة الإضافية تُعتبر بمثابة هدر للمال، كما أنّها تتسبّب فى تعرض الطفل للإصابة بالإسهال. والإسهال يُنقِص وزن الطفل ويجعله ضعيفاً. كذلك، فإنّ استخدام هذه الأطعمة الإضافية يقلل من إنتاج حليب الأمّ، فتقتنع أكثر فأكثر بأنّ ثديَيها لا يكفيان لإرضاع طفلها. ونحن كعمّال صحّيين، يمكننا تجنُّب حدوث هذه السلسلة من المشكلات الصحّية الخطيرة، فنظهر للأمّهات أنّنا نؤمن بقدرتهنّ على الإرضاع. نستطيع أن نساعد من خلال إجلاس الطفل في الوضعية المناسبة، ولكن يمكننا أيضاً أن نتيح الوقت أمام الأمّ لتتعلّم بمفردها كيف تمارس الرضاعة. ومن المهمّ كذلك أن نتكلّم برفق وأن نتحلّى بالصبر.

لإنتاج كمية كافية من الحليب

  • نُرضع كثيراً. فكلّما أرضعنا، زادت كمية الحليب الذي ننتجه.
  • نشرب ما يكفي من السوائل ونأكل أكثر(نُطعِم طفلنا بإطعام أنفسنا)
  • نستريح كثيراً(عندما يساعد الأب وأفراد العائلة في الأعمال المنزلية، يمكن للأمّ أن تتفرّغ للاعتناء بطفلها الجديد بشكل أفضل.)


كلّما أرضعنا، ازدادت كمية الحليب.



يخسر معظم الأطفال القليل من وزنهم في الأسبوع الأوّل، وهذا أمر طبيعي. بعد ذلك، تدلّ خسارة الوزن على أنّ الطفل لا يحصل على ما يكفي من الطعام. كذلك، فإنّ الأطفال لا يتبوّلون كثيراً في اليوم الأوّل، ولكن بعد ذلك من المفترض أن يبدؤوا بالتبوّل كلّ بضع ساعات. وإذا لم يتبوّل الطفل كثيراً بعد يومين، فهذا يعني أنّه لا يحصل على ما يكفي من الحليب. ولكن، ماذا لو كان الطفل يرضع كثيراً ولكن لا يتبوّل أو ينمو؟ في هذه الحالات النادرة، قد نحتاج إلى استبدال الحليب بحليب آخر. ولكن، لا يجب أن نعطيه الماء المحلّى بالسكر أو ماء الأرز. ولا يجب أن نعطيه الحليب الاصطناعي المعلّب إلا إذا كنّا متأكّدين من قدرتنا على إعطائه الكميات الموصى بها (فإضافة الماء إليه يسبّب الإسهال والمرض) ومن المفضّل ألا نستخدم القناني (الرضاعات) لأن ّتنظيفها صعب، فهي تنشر الجراثيم المسبّبة للإسهال.

يجب أن يُعطى حليبٌ آخر في حال وفاة الأمّ أو انفصالها عن طفلها، أو في الحالة النادرة عندما لا تنتج فعلاً كمية كافية من الحليب. يمكننا أن نطلب من أمّ أخرى أن تُرضِع الطفل. ولكن، عليها أن تخضع لفحص فيروس نقص المناعة البشرية للتأكّد من أنّ ذلك آمن، لأنّ فيروس نقص المناعة البشرية قد ينتقل إلى الطفل من خلال الرضاعة. وثمّة خيار آخر أيضاً، وهو تحضير حليب بديل من ألبان الحيوان:


نخلط
NWTND Newb Page 20-1.png
مكيالين من حليب البقر أو الماعز
مكيال واحد من الماء
ملعقة كبيرة من السكر

أو
مكيالين من حليب الأغنام
مكيال واحد من الماء
ملعقة كبيرة من السكر

أو
مكيالين من الحليب المكثف
)الغير محلى(
ثلاثة مكايل من الماء
ملعقة سكر

يجب أن نغلى تركيبة الحليب البديل جيدا ثم نتركها لتبرد، ثم نعطيها للطفل بكوب أو ملعقة نظيفة


القلاع (إلتهابات الفم الناتجة عن فطريات الكانديدا)

NWTND Newb Page 21-1.png
نستخدم قطعة قماش صغيرة ونظيفة لنوزّع الدواء داخل فم الطفل.

إنّ البقع البيضاء على اللسان أو على الجهتَين الداخليتَين من الوجنتَين، والانزعاج عند الرضاعة، قد يدلان على التهاب فى تجويف الفم تسببه فطر الخميرة، أو ما يُسمّى بالقلاع. قد تنتقل هذه الإصابة إلى حلمة الأمّ، وقد تتسبّب بالاحمرار، والحكّة، والألم. نحاول غسل الحلمة بقليل من الخلّ، ثمّ بالماء. أو إذا لم يتوافر لدينا الخلّ، يمكننا أن نغسل الحلمتَين برفق ونجفّفهما بعد كلّ رضاعة. وإذا لم ينجح ذلك لعلاج القلاع، ندهن القليل من محلول الجنطيانا البنفسجي على الحلمة مرّتين يومياً، ولمدّة 3 أيام. وندهن أيضاً داخل فم الطفل مرّةً في اليوم (سيؤدّي ذلك إلى تحوّل كلّ شيء إلى اللون البنفسجي، ولكنّه آمن) وإذا لم يساعد محلول الجنطيانا البنفسجي فى العلاج، نعطي النيستاتين للطفل. وإذا ظلّ القلاع يظهر مرّةً بعد مرّة، فقد يدلّ ذلك على أنّ الطفل يشكو من مشكلة أخرى تُضعِف مناعته (قدرته على مقاومة الإصابة بالعدوى). على سبيل المثال، قد يظهر القلاع عدّة مرّات لدى الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. (راجع فيروس نقص المناعة البشرية ومرض الإيدز "تحت الإعداد")

الألم في الثد ، أو التورّم، أو الانسداد، أو اإعصابة بالالتهاب

NWTND Newb Page 21-2.png

أحياناً، يسدّ الحليب إحدى القنوات (الأنابيب الصغيرة التي تنقل الحليب داخل الثدي) فيصبح الثدي متورّماً، وأحمر اللون، ومؤلماً. وقد يبدأ الالتهاب بعد ذلك بقليل.

العلامات

  • منطقة ساخنة، وحمراء، وقاسية على ثدي واحد.
  • ألم في الثدي وفي أثناء الرضاعة


إذا ارتفعت الحرارة، فهذا يعني أنّ القناة المسدودة قد أُصيبت بالالتهاب والعدوى

العلاج

NWTND Newb Page 22-1.png
ندلّك المنطقة المسدودة بحركات ضاغطة قوية .
  • نستريح ونشرب السوائل
  • نُرضِع كلّ ساعتين على الأقلّ . إنّ اإعرضاع عند معاناة الأم من اإعصابة بالتهاب في الثد آمن بالنسبة إلى الطفل، كما أنّه أفضل طريقة للتخلص من الالتهاب .
  • نتأكّد من أنّ وضعية الإرضاع جيّدة. فجسم الطفل كلّه يجب أن يكون قبالة الأمّ، وفمه يجب أن يكون مفتوحا جيّدا ، والحلمة داخلة بعمق في فم الطفل.
  • نُرضِع من الجهة المؤلمة أوّلا ، وندع الطفل يُفرِغ هذا الثدي.
  • قد تساعدنا الملابس الدافئة والرطبة أو الحمّام الساخن. ويمكننا أن نُدفِئ الثدي لمدة 15 أو 20 دقيقة على الأقلّ 4 مرّات يومي ا . أو نضع الملابس الباردة أو أوراق الملفوف )الكرنب( على الثدي للتخفيف من التورّم

إذا كانت الحرارة مرتفعة، نعطي 250 مليغرام من الإريثروميسين4 مرّات يومياً.

فيروس نقص المناعة البشرية والرضاعة الطبيعية

توجد حاليا أدوية تُبقي النساء الحوامل المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية بصحّة جيّدة، وتمنع أيض ا انتقال الفيروس إلى أطفالهنّ . ولحماية النساء والأطفال، يجب أن تكون كلّ امرأة حامل قادرة على الخضوع لتحليل )الاختبار المعملى( فيروس نقص المناعة البشرية. وإذا تبيّن أنّها مصابة بهذا الفيروس، يجب أن تزُوَّد بالأدوية الخاصة بهذا الفيروس في أثناء الحمل وطوال فترة الرضاعة. )راجع فيروس نقص المناعة البشرية ومرض الإيدز- تحت الإعداد(

هل الرضاعة آمنة عندما تكون الأمّ مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية؟

تناول الأم والطفل للأدوية الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية يساعد على منع إنتقال الفيروس للطفل أثناء الرضاعة الطبيعية. يجب أن يحصل الطفل على الأدوية كل يوم ولمدة ستة أسابيع على الأقل.

فى الحالات التي تكون الأم مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية ولم تحصل على الأدوية طيلة فترة حملها، فيجب أن يستمر علاج الطفل 12 أسبوع على الأقل. في حال عدم تناول الأم لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية، فيجب أن نستمر فى إعطاء الطفل علاجه لمدة أسبوع كامل بعد توقفه عن الرضاعة الطبيعية. نحافظ على صحة الطفل عن طريق الرضاعة الطبيعية المطلقة لمدة الستة أشهر الأولى من عمره )او حتى ظهور أول سن من أسنانه(. إعطاء الطفل العصيدة أو المشروبات الأخرى قبل إتمامه لشهره السادس ليس صحيا ويمكن أن يزيد من فرص إصابته بفيروس نقص المناعة البشرية.


إنّ حصول الأم والطفل على الأدوية الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية يحافظ على صحّة الأمّ وطفلها


وفي حال عدم توافر أدوية فيروس نقص المناعة البشرية، توجد بعض الخطورة من انتقال الفيروس من خلال حليب الثدي، ولكنّ الأكثر خطراً هو تعرض الطفل للأمراض جرّاء إعطاء الحليب الاصطناعي البديل. معظم الأمّهات المصابات بهذا الفيروس لا تتوافر لديهنّ المياه النظيفة، أو الوقود، أو المال، للحصول على الحليب الاصطناعي البديل وتحضيره وإعطائه بطريقة آمنة فيصبح أطفالهنّ عرضةً لسوء التغذية والإصابة بالإسهال، وقد يموتون من جرّاء ذلك. وهذا يعني أنّ حليب الثدي هو الحلّ الأكثر أماناً - حتّى عندما لا تتناول الأمّ أو الطفل أدوية فيروس نقص المناعة البشرية.

للأطفال والأمّهات في كلّ مكان، حليب الثد هو الأفضل

NWTND Newb Page 23-1.png

الرضاعة الطبيعية

  • أقلّ كلفةً بكثير، فلسنا بحاجة إلى شراء الحليب الاصطناعي البديل، أو القناني، أو أيّ شيء آخر.
  • تساعد على وقف نزيف الأمّ بعد الولادة.
  • تساعد على تجنّب الحمل في الأشهر التي تلي الولادة.
  • تحمي الأمّ من السرطانات وضعف العظام في مراحل لاحقة من الحياة.
  • دائماً طازجة، ودافئة، وجاهزة للأكل.
  • تحتوي على جميع المغذيات التي يحتاج إليها الطفل.
  • تساعد على حماية الأطفال من الإسهال، والالتهاب الرئوي، وأمراض أخرى.
  • تعطي حماية طويلة الأمد ضدّ السكّري، والحساسية، والسرطان في مراحل لاحقة من حياة الطفل.
  • تُبقي الطفل آمناً ودافئاً بجانب أمّه.
  • تقرّب بين الأمّ والطفل.


NWTND Newb Page 23-2.png



This page was updated: ٢٥ أيار ٢٠١٧