Hesperian Health Guides
التحديات التي تواجه الصحة النفسية
ويكاموس الصحة > كتيب الصحة للنساء ذوات الاعاقة > الفصل الثالث: الصحة النفسية > التحديات التي تواجه الصحة النفسية
عند التفكير في مشاكل الصحة النفسية، تذكري التالي:
- لا يوجد خط واضح بين الاستجابات الطبيعية لأحداث الحياة ومشاكل الصحة النفسية.
- يظهر معظم الناس بعض العلامات التي تم وصفها في هذا الفصل في أوقات مختلفة من حياتهم، لأن كل شخص يواجه مشاكل من وقتٍ لآخر.
- قد تختلف علامات مشاكل الصحة النفسية من مجتمع إلى آخر.
- قد يكون السلوك الذي يبدو غريبًا بالنسبة لدخيل، جزءًا عاديًّا من قيم أو تقاليد مجتمع ما.
إذا كنت تشتبهين أن امرأةً ما لديها مشكلة نفسية، فعليك التعرف عليها جيدًا. استمعي إلى ما يقوله الناس عن سلوكها وكذلك الجوانب التي تغيرت بها. وفي حين أن مشاكل الصحة النفسية كثيراً ما تكون لها جذور في الأسرة أو المجتمع، فكري كيف يمكن لذلك أن يسهم في حل هذه المشكلة. ولكن ليس لجميع مشاكل الصحة النفسية مسببات يمكن تحديدها. ففي بعض الأحيان، لا نعرف لماذا تتطور لدى شخص ما مشكلة تتعلق بالصحة النفسية.
محتويات
الإجهاد (الإرهاق)
عندما تواجهين الكثير من الإجهاد كل يوم لفترةٍ طويلة، قد ينتابك شعورٌ بأنك مرتبكة وغير قادرة على التغلب عليه. قد تزداد المشكلة سوءًا إذا لم تتعلمي كيف تقدرين ذاتك وأن تتجاهلي احتياجاتك الخاصة.
التغيرات البدنية والأمراض الناجمة عن الإجهاد
عندما تمرين بحالة إجهاد، يستعد جسدك للاستجابة بسرعة ومحاربة الإجهاد. وإليك بعض التغييرات التي تحدث:
- يبدأ القلب بالنبض بشكل أسرع.
- يرتفع ضغط الدم.
- يتنفس الشخص بشكل أسرع.
- تتباطأ عملية الهضم.
وإذا كان الإجهاد مفاجئًا وحادًّا، قد تشعرين بهذه التغيرات في جسدك. بعد ذلك، وبمجرد أن يزول الإجهاد، يعود جسدك إلى طبيعته. ولكن، إذا كان الإجهاد أقل حدةً أو يحدث ببطء، قد لا تلاحظين مدى تأثير الإجهاد على جسدك، بالرغم من بقاء العلامات.
وقد يترك الإجهاد الذي يستمر لوقت طويل علاماتٍ بدنية مثل تلك المتمثلة في القلق والاكتئاب، كالصداع، والمشكلات المعوية ونقص الطاقة. ومع مرور الوقت، يمكن للإجهاد، أيضًا، أن يسبب الأمراض، مثل ارتفاع ضغط الدم.
الحواجز الاجتماعية تسبّب الإجهاد
تسبب الكثير من الحواجز نفسها التي تمنع النساء ذوات الإعاقة من الحصول على الرعاية الصحية، إجهادًا في حياتهن اليومية، في حين أنهن يواجهن الكثير من مصادر الإجهاد، وبات من المهم على النساء ذوات الإعاقة إيجاد الدعم الذي يحتجنه للشعور بالقوة والثقة بقدراتهن والحفاظ على احترامهن لذاتهن.
النوع الاجتماعي
يعتبر النوع الاجتماعي الطريقة التي يعرّف بها المجتمع ما يعنيه كونك رجلاً أو امرأة. تتعرض الفتيات في المجتمعات التي لا تقدّر الفتيات قدر الفتيان إلى الكثير من الإجهاد. وقد يحظى إخوانك بمزيد من التعليم أو الطعام. وقد تتعرضين للنقد بشكل كبير. وقد لا يلاحظ أحد عملكِ الشاق.
ومن الأرجح أن تعامل فتاة ذات إعاقة بهذه الطريقة أكثر من فتاة ليست ذات إعاقة أو فتى ذي إعاقة. وحيث تكبرين عمرًا، قد تعتقدين أنك لا تستحقين أن تعاملي معاملةً حسنةً من قبل شريك حياتك وعائلتك، أو تحصلي على رعاية صحية عندما تكونين مريضة، أو تطوري من مهاراتك. عند الشعور بهذه الطريقة، قد تعتقدين أن عدم الاهتمام بك في الأسرة والمجتمع أمرٌ طبيعي وصحيح، في حين أنه في الواقع أمرٌ غير عادل.
الفقر
عندما تكون الأسرة فقيرة، فقد يكون من الصعب أن تحصل الفتاة أو المرأة ذوات الإعاقة على المهارات التي تحتاجها للعمل. فقد لا تحصل على معينات السمع أو العكاز الذي تحتاجه من أجل الذهاب إلى المدرسة. وإذا لم تحظ الفتاة أو المرأة ذات الإعاقة بفرصة كبيرة للمساهمة في دعم ومساندة الأسرة، فقد تعامل كعبء على الأسرة. وإذا كان لدى الأسرة القليل من الطعام، فتقرر أن يذهب معظم الطعام إلى أفراد الأسرة الذين يعملون ويساعدون في تقديم الدعم لهم.
توجهات حول الإعاقة
قد لا تكون تطلعات المجتمعات كبيرة حول ما يمكن أن تنجزه الفتيات والنساء ذوات الإعاقة في الحياة. وبعلمهن أن لديهن القليل من الأمل، تميل النساء ذوات الإعاقة إلى التقليل من ذاتهن، وكثيرًا ما يفتقرن إلى الثقة بالنفس للدعوة إلى التغيير في المجتمع.
التمييز والإجهاد واحترام الذات
تأسست جمعيتنا عام 1989 من قبل نساء ذوات إعاقة للمساعدة في تعزيز الخدمة الاجتماعية للمرأة ذات الإعاقة. يوجد لدينا 21 سيدة عضواً من مختلف الإعاقات (البصر والسمع والنطق والحركة). نعقد اجتماعًا واحدًا كل شهر للحديث عن مشاكلنا ومحاولة إيجاد حلول لها. ونتفق جميعًا على أن النساء ذوات الإعاقة
كثيرًا ما يتعرضن للتمييز بسبب:
- أننا نساء.
- لدينا إعاقة.
- معظمنا فقيرات.
ويتم رفضنا كزوجات مناسبات أو ينظر إلينا بالصورة "الخطأ" في مكان العمل. غالبًا ما تكون الفتيات والنساء ذوات الإعاقة غير قادرات على الحصول على التعليم، بالرغم من توفر التعليم. فعلى سبيل المثال، وحتى في المدارس الخاصة للأطفال ذوي الإعاقة، كالمعتاد، يحظى الصبية بالأولوية.
ونادرًا ما نتلقى تدريبًا يتعلق بأي نوع من أنواع العمل. فنحن عرضة للإساءة الجسدية والعاطفية والجنسية. وعلى خلاف جميع الرجال والنساء غير ذوات الإعاقة، نادرًا ما يُسمح لنا باتخاذ قرارات في المنزل أو في المجتمع.
ولكن، من وجهة نظر كل عضو في الجمعية، تتمثل أكبر مشكلة في انعدام احترام الذات. لقد تعلمنا من المجتمع أن نحط من قيمتنا. وبشكل عام، نُعتبر عاجزات عن الزواج وإنجاب الأطفال، وغير قادرات على القيام بأي عمل ذي معنى. ولذلك، فإننا نُعتبر عديمات القيمة، حتى أن أسرنا الممتدة تريدنا، فقط، في حال أثبتنا لهم أنّنا ذوات قيمة.
--Dormaa Ahenkro, Ghana
صورة الجسد
قد يحكم المجتمع على النساء ذوات الإعاقة على أنهن أقل قيمةً من نظيراتهن من النساء لأنهن لا تنطبق عليهن صورة المجتمع للمرأة الجميلة. ولكن النساء ذوات الإعاقة يرين اختلافاً كبيراً في الأجساد والسلوكيات من حولهن، ويمكن أن يحترمن تلك الاختلافات.
وقد يصل الحد إلى رؤية أنفسهن جميلات وأنيقات وقادرات وقويات، حتى مع وجود ندوب وتشوهات وبتر ومعينات سمع وعبارات غير متداولة وإيماءات وكراسي متحركة وعكاز وعصا، أو إمكانية حدوث نوبات مرضية أو حوادث التبول والإخراج اللإرادي.
كيف غيرت صورتي
اسمي روز، لقد جئت من كينيا. أنا كفيفة، ولدي العديد من أفراد أسرتي وأصدقائي الذين يساعدونني في الرعاية اليومية. أقدّر مساعدتهم لي كثيراً. ولكني أيضاً شعرت بالإحباط لأنه لم يكن لدي حرية التحكم فيما كنت أرتدي أو كيف كانت تنجز الأمور. وشعرت طوال الوقت أنني أُعامل كطفلة لأن أحدا لم يبد احتراما في معاملته لي. أردت أن أشعر باستقلالية أكثر، لذلك بدأت أطرح الأسئلة. وعندما قام شخص ما بمساعدتي في ارتداء ملابسي، سألت كيف تبدو ملابسي وكيف يبدو تصفيف شعري. كذلك سألت ماذا ارتدت النساء ممن هن في سني وكيف صففن شعرهن.
وأدركت أنني بدوت كالطفلة عندما قام البعض بمساعدتي على ارتداء ملابسي وتصفيف شعري. ولا عجب لماذا لم يعاملني الناس باحترام. ولكنني امرأة ناضجة وأبلغ من العمر 25 عامًا،، ولا أريد أن أُعامل كالطفلة. ولذلك طلبت من مساعدي تعليمي كيفية تصفيف شعري بنفسي بالطريقة عينها التي تتبعها النساء الأخريات في المجتمع.
العزلة
الفتيات ذوات الإعاقة منفصلات عن الأطفال الآخرين، وبالتالي لا تتاح لهن الفرصة لتطوير صداقاتهن. وقد لا يتعلمن المهارات الاجتماعية التي يحتجنها لبناء علاقات قوية كالراشدين، ما يسبب الوحدة والعزلة والإجهاد. يعد وجود الأصدقاء وكونك جزءًا من المجتمع ذا أهمية لاحترام الذات الجيد.
وتحتاج الفتاة ذات الإعاقة في سن البلوغ، أيضًا، إلى مساندة لتنمية الثقة حول حياتها الجنسية، وبذلك علاقات جنسية بعد الزواج.
مهارات العمل
تعتبر النساء ذوات الإعاقة أقل احتمالاً لتلقي تدريب للعمل بحيث يتسنى لهن كسب المال. إذا لم تسنح لهن الفرصة لاكتساب مهارات العمل، فإنه من الصعب عليهن إعالة أسرهن وأنفسهن.