Hesperian Health Guides
مشاكل الصحة النفسية السائدة
ويكاموس الصحة > كتيب الصحة للنساء ذوات الاعاقة > الفصل الثالث: الصحة النفسية > مشاكل الصحة النفسية السائدة
محتويات
الاكتئاب (الحزن الشديد والشعور بلا شيء على الإطلاق)
يصيب الاكتئاب حوالي 5 من 10 نساء ذوات إعاقة، مقارنة بحوالي 2 من 10 نساء ليست ذوات إعاقة. وهذا ليس غريبًا، لأن الكثير من الفتيات ذوات الإعاقة لا يحصلن على فرصة الحصول على التعليم، وتعزيز الثقة، أو معرفة كيفية القيام بالأشياء بأنفسهن. وكلما تقدمت في السن، فإن الحواجز الاجتماعية والتغيرات التي تطرأ على صحتك والتي من شأنها أن تجعل عملاً ما اعتدت عليه أكثر صعوبة، تجعلك على الأرجح غير سعيدة ومكتئبة.
الإشارات (العلامات)
- الشعور بالحزن معظم الوقت.
- الصعوبة في النوم أو النوم بكثرة.
- صعوبة التفكير بوضوح.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة الممتعة وتناول الطعام وممارسة الجنس.
- مشاكل جسدية، مثل الصداع أو المشكلات المعوية التي ليست ناجمة عن أي مرض.
- نقص الطاقة للقيام بالأنشطة اليومية.
- التفكير في الموت أو الانتحار.
ورغم أنه من الصعب تصديق كيف تعانين من الاكتئاب، فإنه لا يستمر إلى الأبد. انظري طرق التغلب على الاكتئاب.
كلما تقدمت في السن
سيستمر جسدك في التغير طالما أنك تكبرين وتتقدمين بالسن. وستستغرق مهامك اليومية وقتًا أطول، وستزداد بعض الإعاقات سوءًا، وقد تصابين بإعاقات "ثانوية" من الإفراط في استعمال أجزاء معينة من جسدك. وكلما تقدمت بالسن، قد لا تبدو العديد من الأشياء في جسدك على ما يرام، وسيكون عليك التكيف مع ذلك بنفس الطريقة التي تعتادين بها على الأشياء مرارًا وتكرارًا. وقد تجعلك هذه التغييرات المستمرة تشعرين كما لو أنك لن تكوني حقًّا مستقلة ويجب عليك دائما أن تعتمدي على الآخرين : لمساعدتك. ويمكن أن يؤثر الشعور بتزايد اعتمادك على الآخرين على احترامك لذاتك. انظري الفصل 13 التقدم في العمر.
إذا كنت تشعرين بالحزن في كثير من الوقت، أو غير قادرة على النوم، أو إذا كنت تلاحظين تغيرات في مزاجك، تحدثي إلى شخص ما في عائلتك تثقين به، أو تحدثي إلى أحد عاملي الصحة.
الانتحار
قد يؤدي الاكتئاب الشديد إلى الانتحار (قتل النفس). إنّ لدى الكثير من الناس أفكارًا حول الانتحار، على الأقل مرة واحدة في حياتهم. ولكن عندما تراودك هذه الأفكار أكثر وأكثر في كثير من الأحيان أو تصبح قوية جدًّا، فإنك بحاجة إلى مساعدة من قبل مرشد مدرب أو مرشد صحة نفسية في الحال.
- هل تشعرين بالوحدة والعزلة عن الأسرة أو الأصدقاء؟
- هل فقدت الرغبة في العيش؟
- هل تتعاطين الكحول أو المخدرات بانتظام؟
- هل لديك مشكلة صحية خطيرة؟
- هل فكرت بقتل نفسك؟
- هل سبق لكِ أن حاولت قتل نفسك؟
إذا كان الجواب عن أيٍّ من هذه الأسئلة "نعم"، فقد تشعرين بتحسن بسيط بمجرد التحدث عن مشاكلك مع شخص تثقين به. كما قد يستخدم بعض المرشدين أو الأطباء الأدوية لعلاج الاكتئاب
القلق (الشعور بالعصبية أو القلق)
إذا استمرت أو أصبحت مشاعر القلق أو العصبية )أسماء أخرى شائعة للقلق هي "أعصاب"، "هجمات عصبية"، و"ألم في القلب"( أكثر حدةً ولفترة طويلة، فقد تصابين بمشكلة صحية نفسية.
العلامات:
- الشعور بالتوتر والعصبية دون سبب.
- التعرق.
- الشعور بهبوط بالقلب (عندما لا يكون هناك مرض القلب).
- الشكاوى الجسدية المتكررة التي لا يسببها المرض والتي تزداد عندما تكونين قلقة
نوبات الذعر هي عبارة عن نوع حاد من القلق. فهي تحدث فجأةً، ويمكن أن تستمر من عدة دقائق إلى عدة ساعات. وإضافة إلى العلامات المذكورة أعلاه، قد تشعرين بالرهبة والخوف، تفقدين الوعي (الإغماء) أو تموتين. كما ومن الممكن أن تعاني من ألمٍ في الصدر، أو صعوبة في التنفس، أو الشعور بأن شيئًا رهيبًا يوشك أن يحدث.
الصدمة
تعاني المرأة من الصدمة إذا تعرضت لموقفٍ فظيع ومريب. ومن أكثر أنواع الصدمات شيوعًا: العنف الأسري والاغتصاب والحرب والتعذيب والكوارث الطبيعية. وتهدد الصدمة صحة المرأة الجسدية أو النفسية، على حدٍّ سواء. ونتيجة لذلك، فإنها تشعر بأنها غير آمنة، وعاجزة عن المساعدة، وغير قادرة على الثقة في العالم أو الناس ممن حولها. ويمكن أن يستغرق تعافي المرأة من الصدمة وقتًا طويلاً، لا سيما إذا سبّبها شخص آخر.
الإعاقة الناجمة عن الصدمة
عندما تصبح المرأة ذات إعاقة في وقتٍ لاحقٍ من حياتها، بسبب الحرب أو وقوع حادث أو مرض، فقد يكون التغير المفاجئ صعبًا جدًّا عليها. وقد تشعر بعض النساء اللاتي أصبحن ذوات إعاقة حديثًا أنهن فقدن كل ما هو قيّم بالنسبة لهن ولأسرهن ومجتمعاتهن. كما يمكن أن يشعرن بالخوف أو القلق من صدمة حدثت لهن.
في كثير من الأحيان، تنضج المرأة التي تصاب بإعاقة في وقت لاحق من حياتها ولديها الثقة وتعليم جيد والعديد من المهارات. وقد تكوّن دائمًا علاقات قوية مع الآخرين، وتتوقع أن تُعامل باحترام. وعندما تصاب بإعاقة، قد تأخذ بعضًا من الوقت للتكيف مع التغيرات التي طرأت على جسدها. ويمكن أن يكون من الصعب عليها التكيف مع تغير نظرة الناس إليها، أو كيف ترى هي نفسها.
وقالت الكثير من النساء اللاتي أصبحن ذوات إعاقة في وقت لاحق من الحياة إنه كان عليهن اتخاذ قرار بعدم الاستسلام والخضوع. وعلى الرغم من أنهن شعرن بالحزن وصدمن، فقد تأكدن من أنهن اتخذن خيارات بشأن كيف يعشن حياتهن. انظري إلى قصة آني التي تدور عن امرأة أصبحت ذات إعاقة في وقت لاحق من الحياة.
سوء المعاملة كأحد أنواع الصدمة
سوء المعاملة كأحد أنواع الصدمةتتعرض الفتيات ذوات الإعاقة، بشكل خاص، إلى خطر سوء المعاملة أو العنف من قبل أحد أفراد العائلة. ويقع سوء المعاملة إذا قام أي شخص بلمس فتاة بطريقة جنسية، أو إذا أجبر الأب أو الشقيق أو ابن العم أو مقدم الرعاية الفتاة على ممارسة الجنس. ويتضمن سوء المعاملة، أيضًا، ضرب فتاة أو إيذاءها أو إهانتها أو رعايتها بقسوة أو رفض تقديم الرعاية لها. ويعتبر سوء المعاملة أحد أنواع الصدمة النفسية الذي يسبب ضررًا كبيرًا لصحة الفتاة النفسية. وإذا تعرضت امرأة إلى سوء المعاملة أو الأذى كالطفل، فقد يؤثر ذلك عليها لسنوات عديدة.
ولا تتذمر كثير من النساء ذوات الإعاقة اللاتي ما زلن يتعرضن للإساءة كالبالغين لأنهن يعتقدن أنهن لا يستحققن أن يعاملن معاملة حسنة. لمزيد من المعلومات عن سوء المعاملة انظري الفصل 14.
استجابات على الصدمة
وإذا تعرضت لصدمة، فقد يكون لديك العديد من الاستجابات المختلفة، مثل:
- توارد الصدمة إلى ذهنك مرارًا وتكرارًا. وبينما أنت مستيقظة، يمكنك أن تتذكري الأشياء الفظيعة التي وقعت. وفي الليل، قد تحلمين بهذه الأشياء أو تكونين غير قادرة على أن تخلدي للنوم لأنك تفكرين بها.
-
الشعور بفقدان الإحساس (خدر) أو الشعور بأن المشاعر أصبحت أقل قوةً من ذي قبل. وقد تتجنبين الناس أو الأماكن التي تذكرك بالصدمة.
أيضًا قد يشعر الأشخاص الذين يعانون من استجابات الصدمة بالقلق أو الاكتئاب أو سوء استخدام الكحول أو المخدرات. - تصبحين يقظة جدًّا. إذا كنت تبحثين باستمرار عن الخطر، فقد تجدين صعوبة في الاسترخاء والنوم. وقد تبالغين عندما تذهلين أو تروّعين.
- الشعور بالغضب الشديد أو بالخجل عما حدث. وإذا تعافيت من صدمة في حين أن أخريات توفين أو تعرضن لإصابات حرجة، فقد تشعرين بالذنب بأن أخريات قد عانين أكثر مما عانيت.
- الشعور بالاستقلال والبعد عن الأشخاص الآخرين.
- ثوران ناتج عن سلوك غريب أو عنيف، حيث تشعرين بالارتباك حيثما كنتِ.
وتعتبر كثير من هذه العلامات استجابات طبيعية لموقف صعب. فعلى سبيل المثال، من الطبيعي أن تشعري بالغضب لأن صدمة ما قد حدثت، أو أن تكوني يقظة إذا كان الوضع لا يزال خطرًا. ولكنك في حاجة إلى مساعدة إذا كانت هذه العلامات شديدة لدرجة أنه لا يمكنك تنفيذ الأنشطة اليومية، أو إذا بدأت هذه العلامات بعد أشهر من حدوث الصدمة.
المساعدة في التغلب على الاستجابات للصدمة
إذا كنت قد تعرضت لصدمة، فقد تحتاجين إلى مساعدة ل:
- تعلم كسب ثقة الآخرين مرة أخرى.
- الحديث عن حياتك قبل حدوث الصدمة وكذلك تجاربك الحالية. وبهذه الطريقة يمكنك أن تدركي أنه وعلى الرغم من تغير الحياة كثيرًا، فإنك في نواحٍ كثيرة نفس الشخص كما كان الحال من قبل.
- الإفصاح عن أشياء مؤلمة من الصعب جدًّا الحديث عنها أو التي "دفنت" حيث لا يمكن تذكرها. ويمكن لتمارين كالرسم، أو نشاط الشفاء مثل التدليك، أن تساعدك على التعبير أو التخفيف عن هذه المشاعر المؤلمة.
- فهم استجاباتك. بمجرد فهمك لاستجاباتك، عادة ما تكون مشاعرك أقل قدرة على السيطرة عليك.
- إعداد خطة لتلك الأشياء التي تستذكرينها دائماً والتي لا يمكنك تجنبها. وإذا كان التذكير بالصدمة يجعلك تستجيبين بطرق مخيفة، فسوف يساعد ذلك في إعداد خطة لتلك الذكريات التي لا يمكن تجنبها. على سبيل المثال، قد تحدثين نفسك: "إن وجهه يشبه وجه الرجل الذي هاجمني، لكنه شخص آخر ولا يرغب في إيذائي".
- التذكر أنك لست مسؤولة عما قلت أو فعلت إذا اغتصبت أو تأذيت بأي شكل من الأشكال. فتقع كل المسؤولية على عاتق أولئك الذين قاموا بأذيتك. يستطيع الأشخاص الذين قاموا بإيذائك أن يجعلوك تشعرين كأنه لا يمكنك أبدًا أن تشعري بكل ذلك مرة أخرى، ولكن هذا ليس صحيحًا.
حاولي أن تبقي شيئًا أو جسمًا من حياتك الجديدة بالقرب منك وأنت نائمة. وبهذه الطريقة إذا كنت تحلمين بالصدمة، فسيساعدك هذا الجسم أو الشيء عند استيقاظك على تذكر أنك في أمان الآن.
إذا تعرض شخص تعرفينه لصدمة
في البداية قد يكون من الأفضل لأصدقاء وعائلات ومقدمي الرعاية لامرأة تعرضت للصدمة القيام بالأنشطة اليومية جميعًا معها أو القيام ببعض منها لها إذا كان ذلك ما تريده هي. يمكنك أن تجعلها تعرف أنك على استعداد للاستماع والانتظار حتى تشعر أنها مستعدة للحديث. في وقت لاحق، عندما تبدو محقة، قومي بتشجيعها لتأدية بعض الأنشطة التي استمتعت بها من قبل أو التي كانت جزءًا من روتينها اليومي.