Hesperian Health Guides
أسباب الإعاقة
من غير الممكن منع كل النقص. بعض الأجنة تتشكل بطريقة مختلفة في الرحم ولا أحد يعرف السبب.
وتأتي معظم إعاقات الأطفال نتيجة الظروف المؤذية للنساء. إذا كانت النساء يستطعن الحصول على طعام مغذٍّ، ويستطعن أن يحمين أنفسهن من العمل مع الكيماويات السامة، ويستطعن الحصول على رعاية صحية جيدة، ويشمل ذلك الرعاية أثناء الولادة؛ فإنه يمكن منع العديد من الإعاقات.
محتويات
الفقر و سوء التغذية
إن الفقر هو أحد أكبر الأسباب التي تؤدي للإعاقة. إن الناس الفقراء أكثر عرضة للإعاقة لأنهم مجبرون على العيش والعمل في بيئات غير آمنة، وصرف صحي سيئ، وظروف معيشة مزدحمة، وإمكانية قليلة للحصول على التعليم، أو الماء النظيف، أو الطعام الجيد الكافي. وهذا يجعل الأمراض مثل السل وشلل الأطفال - وحالات الإعاقة الحادة التي تسببها - أكثر شيوعاً، لأن المرض ينتقل من شخص إلى آخر بسهولة أكثر.
يمكن أن يولد العديد من الرضع في عائلات فقيرة، مع إعاقات، أو يمكن أن يموتوا في فترة الطفولة المبكرة. ويمكن أن يحصل هذا لأن الأم لم تحصل على الطعام الكافي عندما كانت حاملاً أو عندما كانت فتاة. ابتداء من الطفولة، تحصل الفتاة على طعام أقل من الصبي. ونتيجة لذلك، يمكن أن تنمو بشكل أكثر بطئاً، ويمكن ألا تنمو عظامها كما يجب، وهو ما يمكن أن يسبب لاحقاً صعوبة أثناء الولادة، خصوصاً إذا لم تتلق رعاية صحية جيدة.
وإذا لم يحصل الرضيع أو الطفل الصغير على طعام كاف، فإنه يمكن أن يصاب بإعاقة بصرية أو تصبح لديه مشكلة في التعلم أو الفهم.
الحرب
في الحروب اليوم يقتل مدنيون أو يصابون بإعاقة أكثر من الجنود، ومعظم هؤلاء المدنيين إما نساء أو أطفال. وتسبب الانفجارات فقدان حاسة السمع أو البصر أو فقدان الأطراف، وكذلك الإصابات للناس. وتتأثر صحة الناس بشكل سلبي من العنف. ويؤدي هدم البيوت والمدارس والمراكز الصحية وطرق المعيشة التي تنتج عن النزاعات والحروب إلى زيادة في الإعاقة والفقر والمرض.
الحوداث النووية
يعاني الكثير من الناس من الإعاقة بعد تعرضهم لكميات كبيرة من الإشعاع. وقد حصل هذا بعد حوادث في وحدات نووية في جزيرة ثري مايل في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1979 ، وفي شيرنوبيل في أوكرانيا عام 1986 . وحصل أيضاً عندما ألقت الولايات المتحدة الأمريكية القنبلتين النوويتين على اليابان عام 1945 . وسببت هذه الحوادث دمارا واسع الانتشار والموت بسبب التعرض للإشعاع.
لقد عانى الناس الذين نجوا من هذه الحوادث والتفجيرات الهجومية بشكل أساسي من السرطان، إما أورام في أجزاء مختلفة من الجسم، خصوصاً في الغدة الدرقية، أو اللوكيميا (سرطان الدم) وهو مرض يسبب الموت المبكر. وفي المجتمعات التي حدثت فيها هذه التفجيرات النووية، كانت هناك زيادة في عدد الأطفال الذين يولدون بصعوبات تعلم، مثل متلازمة داون.
ضعف إمكانية الوصول للرعاية الصحية
إن الرعاية الصحية تمنع الكثير من الإعاقات. ويمكن أن يسبب العمل الصعب والولادة أن يأتي المولود مع إعاقة مثل شلل الدماغ. وتستطيع مرافقات الولادة المدربات اللواتي يستطعن تحديد المخاطر والتعامل مع الحالات الطارئة أن يمنعن ميلاد الطفل مع العديد من الإعاقات. كما يمنع التطعيم أيضاً الكثير من الإعاقات. ولكن في كثير من الأحيان، لا تتوفر اللقاحات، أو أن الناس الفقراء أو الذين يسكنون بعيداً عن المدن لا يستطيعون الحصول عليها، أو أنها غير كافية للجميع.
المرض
يمكن أن يسبب المرض الذي تصاب به المرأة الحامل مشاكل جسدية أو تعلمية عندما يولد طفلها. وتشمل الأمراض التي يمكن أن تسبب عيوباً في الولادة الحصبة الألمانية التي تعتبر سبباً شائعاً لفقدان حاسة السمع عند المواليد الجدد. وهناك لقاح يعطى للحصبة الألمانية، ولكن المرأة التي تأخذ هذا اللقاح يجب ألا تحمل إلا بعد شهر.
إن أمراض الزهري, الهربس و إش اي في يمكن أن تنتقل من الأم إلى طفلها وأن تسبب عيوباً في الولادة. ولذلك، يجب معالجة النساء وفحصهن من العدوى التي تنتقل جنسياً عندما يكون الجنين في طور النمو في الرحم.
يمكن أن تسبب بعض الأمراض التي يمكن أن يصاب بها الطفل الجنين أو الطفل الصغير إعاقة، ومن أمثلة هذه الأمراض التهاب السحايا، وشلل الأطفال والحصبة.من المهم أن يتم تطعيم المواليد الجدد من أجل الحماية. ويجب أن يتم فحص الأطفال الذين يعيشون في أماكن حيث ينتشر مرض الجذام (مرض هانسن) مبكراً قدر الإمكان.
الأدوية والحقن
إن بعض الأدوية التي تستخدم في الحقن بشكل جيد، مثل بعض التطعيمات، مهمة لحماية الصحة ومنع الإعاقة. وبالرغم من ذلك، فإن وباء استخدام الحقن غير الضرورية منتشر. إن التطعيمات بواسطة إبرة أو حقنة غير نظيفة سبب شائع للعدوى، ويمكن أن ينقل الجراثيم التي يمكن أن تسبب أمراضاً أو التهاب الكبد. « الإيدز » خطيرة مثل مرض نقص المناعة المكتسب وفي كل سنة، تقتل هذه الحقن غير الضرورية أو تسبب الإعاقة لملايين الأشخاص، خصوصاً الأطفال. وتعتبر الحقن غير النظيفة سبباً شائعاً أيضاً للعدوى التي يمكن أن تؤدي للشلل أو مرض الحبل الشوكي أو الموت. وأيضاً يمكن أن تسبب ردود فعل خطيرة نتيجة للحساسية والتسمم وفقدان حاسة السمع للجنين وهو في رحم الأم.
يجب عدم استخدام الإبرة أو الحقنة في تطعيم أكثر من شخص واحد دون تطهير في كل مرة.
يمكن أن تسبب بعض الأدوية والعقاقير التي تؤخذ أثناء فترة الحمل إعاقة للطفل. إن الاستخدام المفرط للأدوية التي تؤخذ عن طريق الحقن مثل الأوكسيتيسن، من أجل التسريع في ولادة الطفل وإعطاء القوة للأم، يحرم الطفل من الأكسجين خلال الولادة. وهو سبب رئيس في ضرر الدماغ. ويمكن أن تسبب الكحول والتبغ التي يتم تناولها وتعاطيها أثناء فترة الحمل الضرر للجنين.
وعلى كل فرد أن يأخذ بعين الاعتبار المخاطر والفوائد المحتملة لاستخدام أي دواء. وعلى الأطباء والممرضين والعاملين في الصحة والصيادلة التوقف عن الاستخدام الخاطئ أو الإفراط في استخدام الدواء، خصوصاً التطعيمات.
ظروف العمل الخطرة
غالباً ما تتعرض النساء اللواتي يعملن لساعات طويلة دون راحة كافية لحوادث. ويمكن أن تتعرض النساء اللواتي يعملن في المصانع أو في المزارع الزراعية للآلات أو الأدوات أو الكيماويات الخطرة. ويمكن أن تسبب الحوادث والعمل الكثير والتعرض للكيماويات إعاقة.
ويتعرض عدد متزايد من النساء أيضاً لإصابات دائمة بسبب العنف في العمل. ويستخدم المشرفون أحيانا العنف والتهديدات لجعل النساء يعملن بجد أكثر وأسرع. وأحياناً تحضر سلطات الجيش أو الشرطة لجعل النساء يتوقفن عن الإضراب أو الاحتجاج ضد ظروف العمل غير الآمنة.
الحوادث
تصبح لدى العديد من النساء والأطفال إعاقة في البيت نتيجة الحروق من الطبخ والسقوط وحوادث الطرق واستنشاق أو شرب مواد كيماوية سامة. إن الحوادث في مكان العمل، خصوصاً في القطاعات الأقل تنظيماً مثل البناء والزراعة والتعدين والأعمال الأصغر، أسباب شائعة للإعاقة.
السموم ومبيدات الحشرات
إن السموم، مثل تلك الموجودة في الدهان ومبيدات الحشرات مثل سم الفئران والكيماويات الأخرى، تسبب عيوباً مع الولادة عند الأجنة في الرحم. ويمكن أن يؤذي التدخين أو مضغ التبت أو استنشاق الدخان وشرب الكحول خلال فترة الحمل الجنين قبل أن يولد.
يستخدم العاملون عادة الكيماويات في العمل أو في الحقول دون أن يتم تعليمهم كيفية استخدامها بشكل آمن، أو حتى دون معرفة ما إذا كانت خطيرة أم لا. ويمكن أن تسبب الحوادث في المصانع انبعاث السموم إلى الهواء أو الماء أو الأرض، مما يسبب مشاكل صحية فظيعة بما في ذلك إعاقات دائمة.
الإعاقات الموروثة
من المعروف أن بعض الإعاقات موروثة، مثل الضمور العضلي الشوكي والنمو العضلي الشاذ (أمراض العضلات والأعصاب). إن النساء اللواتي لديهن طفل أو أكثر مع إعاقة موروثة غالباً ما يتوقع أن يلدن طفلا بنفس المشكلة. ويمكن أن تكون إعاقات أخرى نتيجة أن والدَي الطفل من الأقارب (مثل أولاد العم من الدرجة الأولى). إن الأطفال الذين تكون أمهاتهم فوق 40 سنة غالباً ما يصابون بمتلازمة داون. وبالرغم من ذلك، فإن معظم الإعاقات غير موروثة. وفي معظم الحالات، يولد الأطفال مع إعاقات دون أي سبب يتعلق بالوالدين. وفي هذه الحالة لا تستطيع لوم الوالدين.