Hesperian Health Guides
الفصل الثاني التنظيم من أجل رعاية صحية صديقة للإعاقة
ويكاموس الصحة > كتيب الصحة للنساء ذوات الاعاقة > الفصل الثاني التنظيم من أجل رعاية صحية صديقة للإعاقة
للنساء ذوات الإعاقة الحق في الصحة، وكذلك الحق في الحصول على الرعاية الجيدة. ولكن هناك القليل من المراكز الصحية، والعيادات، والمستشفيات المصممة بطريقة يمكن استخدامها من قبل النساء ذوات الإعاقة. كما قد تكون هذه المراكز والعيادات والمستشفيات مكلفة للغاية، أو بعيدة جداً، وقد لا تكون هناك وسيلة للوصول إليها، إضافةً إلى ذلك قد لا تستطيع المرأة دفع مصاريف الأدوية أو العلاج، أو أن تكون قادرة على التواصل مع العاملين في مجال الصحة.
سنسرد في هذا الفصل قصة إحدى النساء، وتدعى دلفن، وكيف عملت مع غيرها من النساء في مجتمعها من أجل حل مشكلة صحية لديها. اكتشفت دلفن وصديقاتها أن الحل الدائم لمشكلتها يكمن في البحث فيما وراء وضع دلفن.
المشاكل الصحية لامرأة ذات إعاقة، شأنها في ذلك شأن معظم المشاكل الصحية لجميع النساء، ليست مشاكلها وحدها فقط، ولكنها تعتبر قضية مجتمعية. كما هي الحال مع دلفن وصديقاتها، يمكنك أنتِ ونساء ذوات إعاقة أخريات تعرفيهنّ العمل معاً من أجل الحصول على رعاية صحية جيدة، وتحديد الأسباب الجذرية للمشاكل في مجتمعك والعمل على تغييرها.
قصة دلفن
تعاني دلفن من شلل دماغي، وتستخدم كرسياً متحركاً من أجل التنقل. إن دلفن متزوجة ولكن بالسر، حيث لا يريد زوجها أن يعرف أي شخص في المجتمع أنه متزوج من امرأة ذات إعاقة. ويمكننا أن ننعت زوجها ب"زوج منتصف الليل" الذي لا يأتي لرؤيتها إلا في ليلة مظلمة، ويتركها قبل طلوع الصبح.
وفي يوم من الأيام أدركت دلفن أنها تعاني من إفرازات غير عادية من المهبل. تناولت دلفن علاجاً محلياً من أجل الشفاء من هذه المشكلة، ولكن دون جدوى. وترتب على ذلك أن الإفرازات أصبحت تزداد سوءًا، ما سبب ألمًا شديدًا في بطن دلفن،
وأخيراً، ذهبت دلفن إلى العيادة. هناك، لم يصدقها أحد عندما قالت إنها متزوجة. في حين أنها رفضت إعطاءهم اسم زوجها خشية أنه لن يراها بعد ذلك. في العيادة، أصر عاملو الصحة على أن إعاقتها هي السبب وراء مشكلتها، فيما حاولوا معالجة ذراعيها وساقيها، الأمر الذي جعل الشد العضلي يزداد سوءًا. وفيما بعد حاولوا إعطاءها أدوية تساعد على استرخاء عضلاتها. ولكن الأدوية لم تساعد في تخفيف آلام بطنها، وإنما ازداد ألم البطن سوءًا. علاوةً على ذلك، بدأت دلفن بالتعرق مع ارتفاع درجة الحرارة، ناهيك عن الألم عند التبول.
تذكرت دلفن صديقًا لها أخبرها عن مجموعة من النساء ذوات الإعاقة اللاتي يجتمعن معًا، وذهبت دلفن إلى هناك لتخبرهم بالمشكلة التي تواجهها. وقد كانت هذه المجموعة من النساء، مؤخرًا، يدرسن كتاباً أعطاهن إياه شخص ما بعنوان "عندما لا تجد المرأة طبيبًا"، وقمن بقراءة كيف يمكن أن تنتقل العدوى من شخص إلى آخر خلال ممارسة الجنس.
تطوعت اثنتان من النساء في المجموعة للذهاب مع دلفن إلى العيادة مرة أخرى. لأنهن معًا سيكنّ قادرات على إقناع الطبيب بأنها مارست الجنس. وإثر ذلك، قام الطبيب بعمل الاختبارات اللازمة، واكتشف أن دلفن مصابة بعدوى خطيرة في رحمها انتقلت عن طريق الاتصال الجنسي، وهذه العدوى ناجمة عن مرض السيلان والكلاميديا (انظري الفصل الثامن). وقام الطبيب بإعطائها الدواء المناسب، وفيما بعد تحسنت حالتها. كما أخبرها الطبيب بأن زوجها، أيضاً، يجب أن يأخذ العلاج، وأنه ينبغي عليه استخدام الواقي الذكري عند ممارسة الجنس حتى لا تنتقل العدوى إليها مرة أخرى.
البحث عن الأسباب الجذرية للمشكلات
بعد أن أخذت دلفن العلاج وشعرت بتحسن، أرادت أن تتأكد من أن مشكلتها الصحية قد انتهت. ولكن، بعد قراءة الكتاب أدركت أن هذا ليس صحيحًا، وأنه في المرة المقبلة لزيارة زوجها يمكن أن تصاب بالعدوى مرة أخرى إذا لم يأخذ زوجها الدواء ويستخدم الواقي الذكري.
ناقشت دلفن المشكلة مع نساء ذوات إعاقة أخريات في المجموعة، وبالإجماع قررن لعب لعبة تسمى "ولكن لماذا..؟" لمساعدة كل شخص لتحديد جميع الظروف التي سببت المشكلة.
عندما أدرجت النساء قائمة طويلة بالمسببات، قررن أن يضعن المسببات في مجموعات.
بهذه الطريقة كان من السهل رؤية الأنواع المختلفة للظروف التي تسبب مشاكل صحية، وكذلك المناطق المختلفة التي يمكن أن تتواجد بها الحلول.
- جراثيم السيلان.
- جراثيم الكلاميديا.
- أجسام النساء أكثر عرضة للأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي من أجسام الرجال، خاصة إذا كانت هناك قطع أو قروح في المهبل أو على عنق الرحم.
- سوء التغذية وتكرار الحمل يمكن أن يجعلا المرأة ضعيفة وأقل قدرة على مكافحة المرض.
- النساء ذوات الإعاقة لا ينظر إليهن على أنهن "نساء حقيقيات".
- النساء ذوات الإعاقة لا يمكنهن الزواج وممارسة الجنس.
- يعتقد الأطباء أن معظم المشاكل الصحية التي تعاني منها النساء ذوات الإعاقة ناجمة عن الإعاقة.
- لا يستخدم الرجال الواقي الذكري لأنه "غير رجولي" ويفسد المتعة الجنسية.
- افتقار التثقيف عن الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي.
- الواقي الذكري للإناث مكلف وليس من السهل الحصول عليه.
- يشعر الرجال بالخجل من الزوجة ذات الإعاقة.